دور الأم في تربية البنات Fundamentals Explained



الجانب الأخلاقي: أثبتت التجارب العلمية أنّ أغلب القيم الأخلاقية التي تعلّمها الطفل في المراحل الأولى من عمره تستمرّ معه حتّى يكبر، فالأم هي من تُشكّل أسس الأخلاق في ذهن أبنائها؛ كالمحبة والعفة والتقوى، وتُعلّمهم التفريق بين الخير والشر، وبين الجيد والرديء، وبين الجميل والقبيح.

قبل التفكير في كيفية تربية البنت، يجب أولًا اختيار الأم، فهي الأقرب، والوالدة، والحياة لابنتها، فإن اختيار الزوجة الصالحة، أعظم الأسباب التي تعين على تربية الأبناء تربية صالحة؛ لأنها الملازمة، والحاضنة لها، فإذا كانت طباعنا تتأثر بالصديق، والجليس، فما بال الأم؟!

الأم هي مصدر أساس ترسيخ وتثبيت القيم والأخلاق والنظام داخل المنزل. ويجب أن تعلم أبنائها أهمية احترام الغير والتعاون مع باقي أفراد الأسرة، ويجب أن تعلم الأبناء الصدق والأمانة والرحمة وغيرها من القيم الإنسانية والاجتماعية والدينية.

لئن كانت الأم أكثر التصاقاً بالأولاد عموماً في الطفولة المبكرة، فهذا القرب يزداد ويبقى مع البنات.

لم تكن البنات بتلك القيمة في الجاهلية، فقد كان الذي ينجب البنت، كأنه يحمل عارًا – والعياذ بالله – فإذا أراد أن ينتهي من هذا العار، قام بدفنها، وكانت تلك العادة تسمى وأد البنات، وهي من عادات الجاهلية، التي كانت منتشرةً بصفةٍ كبيرة، وكان ذلك ظلمًا عظيمًا عند رب العالمين.

يجب الانتباه إلى استبعاد استخدام العنف الجسدي أو اللفظي في التربية، ومراعاة كل كلمة توجه للبنت؛ نظراً لطبيعتها الحساسة مقارنة بالأولاد.

يتأثّر الأبناء بكلّ ما يُحيط بهم، وتحتفظ عقولهم بما يُراقبونه خلال يومهم ويُقلّدونه باستمرار، ونظراً إلى أنّ الأبناء يقضون معظم أوقاتهم مع الأم فإنّهم يتأثّرون بها كثيراً ويُصدّقونها ويُطيعونها؛ لذلك فالأم هي المسؤوولة الأولى عن سعادة أبنائها وتكوين شخصياتهم بطريقة إيجابية، كما أنّ الأبناء يرون في أمهم صديقةً لهم لأنّها من يُشاركون أوقاتهم ويلعبون معها، كذلك فإنّهم يتّخذونها قدوةً لهم فيتشبهّون بها ويتمنّون أن يكونوا مثلها عندما يكبرون.[٥][٦]

وهنا ندرك فداحة الخطر الذي ترتكبه كثير من النساء حين تترك طفلها في هذه المرحلة للمربية والخادمة؛ فهي التي تقوم بتنظيفه وتهيئة اللباس له وإعداد طعامه، وحين يستعمل الرضاعة الصناعية فهي التي تهيئها له، وهذا يفقد الطفل قدراً من الرعاية النفسية هو بأمس الحاجة إليه. وإذا ابتليت الأم بالخادمة -والأصل الاستغناء عنها- فينبغي أن تحرص في المراحل الأولية على أن تباشر هي رعاية الطفل، وتترك للخادمة إعداد الطعام في المنزل أو تنظيفه أو غير ذلك من الأعمال، فلن يجد الطفل الحنان والرعاية من الخادمة كما يجدها من الأم، وهذا له دور كبير في نفسية الطفل واتجاهاته في المستقبل، وبخاصة أن كثيراً من الخادمات والمربيات في العالم الإسلامي لسن من المسلمات، وحتى المسلمات غالبهن من غير المتدينات، وهذا لايخفى أثره، والحديث عن هذا الجانب يطول، ولعلي أن أكتفي بهذه الإشارة.

المودة والرحمة: هما أهم أمران أوصى بهم الرسول بين كل زوج وزوجة، فإذا كانت علاقة الأم بالأب قائمة على المودة والرحمة والاحترام المتبادل، سوف تتمكن كل أم نور من إنشاء جيل سوي متدين.

وهذا هو الأب الذي يعمل بجد ويسعى من أجل كسب الرزق وتلبية احتياجات الأبناء حتى في وقت ضعفه، بالإضافة إلى مشاركة الأم في التربية وتحمل ضغط العمل والبيت معًا.

شاهدي أيضًا: طريقة ماريا منتسوري في تربية الأطفال بالتفصيل

يعتقد كثير من الآباء والأمهات أن غرس السلوك إنما يتم من خلال الأمر والنهي، ومن خلال العقوبة والتأديب، وهذه لا تمثل إلا جزءاً يسيراً من وسائل تعليم السلوك، وفي هذه العجالة أشير إلى بعض الوسائل التي يمكن أن تفيد الأم في غرس السلوك الحسن، أو تعديل السلوك السيئ، وهي على سبيل المثال لا الحصر:

احرصي على إعطاء ابنتك دوراً في المنزل منذ صغرها، يتناسب مع إمكاناتها وقدراتها، كي تشعر بالمسؤولية وتبني شخصيتها على المشاركة.

فلعل هذه الألعاب تشعل لديها شغفاً بالعلوم، وتصبح رائدة فضاء، أو مهندسة طيران، الإمارات أو عالمة جينات تساهم في علاجات للأمراض.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *